وفد من مجلس اللوردات البريطاني يلتقي ميارة بالرباط ويعرب عن استعداده لزيارة العيون
أجرى رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة، اليوم الثلاثاء بمقر المجلس، محادثات مع وفد برلماني من مجلس اللوردات البريطاني، يتكون من اللوردات ستيوارت بولاك ولورد أربوثنوت وليكي كامبل وألاستيار كولين وإيريك بيكلز، الذي أعرب عن استعداده لزيارة مدينة العيون.
وخلال هذا اللقاء، نوه ميارة بجودة وحيوية العلاقات الثنائية العريقة بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة، والتي تتميز بالصداقة القوية وبتقاسم قيم الاحترام والتفاهم المتبادلين، مؤكدا أن العلاقات الثنائية بين البلدين عرفت في السنوات الأخيرة تطورا قويا ودينامية همت ميادين عديدة، معربا عن أمله في تعزيزها وإثراء الشراكة القائمة بين البلدين خاصة بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك من خلال تقوية التعاون الاقتصادي والمضي به قدما في مجالات عديدة كالفلاحة والصناعة والطاقات المتجددة، حيث يعد المغرب من البلدان الرائدة في هذا المجال.
وأكد رئيس مجلس المستشارين على أهمية الفرص التي يتيحها الموقع الجيوستراتيجي للمغرب كبوابة نحو إفريقيا من أجل الارتقاء بمستوى العلاقات الاقتصادية بين المملكتين من جهة وبهدف المساهمة في إشاعة القيم المشتركة، ودعم الأمن والاستقرار والتنمية على المستويين الإقليمي والدولي.
وشدد ميارة على أهمية البعد البرلماني في مسلسل تطوير العلاقات الثنائية، معربا عن تطلع البرلمان المغربي إلى تعزيز صلات التعاون مع مجلس اللوردات ومجلس العموم البريطانيين، حيث اقترح الرئيس تأسيس منتدى برلماني مغربي بريطاني، كفضاء للتعاون والحوار، وتبادل التجارب والخبرات، باسطا مجموعة من المواضيع المقترح التداول بشأنها بشكل مشترك من قبيل قضايا الأمن والهجرة، والتغيرات المناخية، ومكافحة الإرهاب والتطرف.
وقدم ميارة شروحات إضافية عن عمل مجلس المستشارين، وكذا تركيبته واختصاصاته الدستورية الواسعة، مشيرا بالخصوص إلى تميز المجلس من خلال احتضانه للفعاليات الاقتصادية والاجتماعية المنتجة إلى جانب ممثلي المجالات الترابية في إطار الجهوية الموسعة والهيئات النقابية، واضطلاعه بوظائف جديدة جعلت منه مركزا للخبرة والحوار حول كبريات القضايا الوطنية واستراتيجيات الدولة ذات الصلة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي إطار تفاعله مع مداخلات أعضاء الوفد البرلماني البريطاني، قدم ميارة معطيات حول الأوراش التنموية الكبرى التي أطلقها الملك محمد السادس، والتي تهم كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، كما توقف عند التنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للملكة المغربية في مختلف المجالات، مؤكدا على أهمية المقترح المغربي للحكم الذاتي بهذه الأقاليم كإطار لانهاء هذا النزاع المفتعل في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة.
وأبرز رئيس مجلس المستشارين بهذه المناسبة، المواقف الإيجابية التي يشهدها ملف الصحراء المغربية، والتي عبرت عنها في هذا السياق العديد من الدول الأوروبية، لاسيما إسبانيا وألمانيا وبلجيكا وهولاندا، إضافة إلى الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
من جهته، عبر الوفد البرلماني عن مجلس اللوردات البريطاني، عن اعتزازه وسعادته بأهمية هذه الزيارة التي تندرج ضمن مسار علاقات صداقة متجذرة عبر التاريخ، بين المملكة المتحدة والمملكة المغربية، ومبديا في ذات الوقت إعجابه بما تزخر به المملكة من مؤهلات في مختلف المجالات، وأكد الوفد أن مجلس اللوردات يدعم كل المبادرات الرامية إلى الارتقاء بمستوى الحوار والتنسيق بين المؤسستين التشريعيتين، بما يعود بالنفع المشترك على المملكتين.
وتطرق الجانبان، إلى مواضيع هامة منها الهجرة وندرة المياه، وتغيير المناخ، والطاقات المتجددة، ومكافحة الإرهاب والتطرف، كما عبر الوفد عن استعداده لزيارة مدينة العيون للتعرف على المنطقة، مرحبا بمقترح المنتدى البرلماني الحواري البريطاني المغربي، مؤكدا تقاسم المملكة المتحدة والمملكة المغربية نفس التحديات والهواجس.
وأكد الجانبان على مواصلة العمل على تعزيز وتوطيد علاقات التعاون البرلماني القائم بين مجلس المستشارين ومجلس اللوردات البريطاني، وتكثيف التنسيق والتشاور بين برلماني البلدين في مختلف المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.